شهدت مباراة ريال مدريد الإسباني ضد باتشوكا المكسيكي، الأحد، ضمن الجولة الثانية من بطولة كأس العالم الجارية في الولايات المتحدة، في حدث غير معتاد على ملاعب كرة القدم، لحظة لافتة بتفعيل بروتوكول استثنائي اعتمده الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لمواجهة التمييز العنصري، إذ أوقف الحكم البرازيلي رامون أباتي اللعب مؤقتاً بعد بلاغ من المدافع الألماني أنطونيو روديغر (32 عاماً)، بشأن إهانات عنصرية مزعومة وجهها له لاعب باتشوكا الأرجنتيني غوستافو كابرال (39 عاماً).
ووفقاً للتفاصيل التي نشرتها صحيفة ماركا الإسبانية اليوم الاثنين، فإن الحادثة وقعت بعد لقطة مثيرة للجدل تتعلق بركلة جزاء محتملة لصالح ريال مدريد في اللحظات الأخيرة من المواجهة التي فاز فيها الفريق الأبيض بنتيجة (3-1)، إذ توجّه روديغر بعدها إلى الحكم شاكياً تعرضه لإهانات عنصرية من قائد باتشوكا غوستافو كابرال، واستجابة لذلك، قام الحكم أباتي برفع ذراعيه بشكل متقاطع، وهي الإشارة المعتمدة من "فيفا" للدلالة على حادث عنصري، ليوقف المباراة للحظات قبل أن تُستأنف، بينما لم يتوقف التوتر بين اللاعبين حتى مع صافرة النهاية، واستمر بعد اللقاء في ظل تصاعد الجدل حول ما جرى.
وأضافت الصحيفة أن الاتحاد الدولي لكرة القدم لم يصدر بعد أي بيان رسمي بخصوص الحادثة، لكن من المنتظر أن يتم التحقيق واتخاذ قرارات تأديبية خلال الأيام المقبلة. ومن جانبه، خرج كابرال بتصريحات صحافية حاول فيها تبرير ما حدث بينه وبين روديغر، نافياً توجيه أي إهانة عنصرية، قائلاً: "قلت له فقط يا جبان". أما مدرب ريال مدريد الإسباني تشابي ألونسو (43 عاماً)، فقد علّق على الحادثة بقوله: "أنطونيو أخبرنا بما حصل، ولذلك تم تفعيل البروتوكول، التحقيق جارٍ حالياً، أكد لنا أنطونيو في غرفة الملابس ما حدث، وهذه أمور لا ينبغي أن تحدث، لا في مثل هذه المباريات ولا في أي مكان، الفريق بأكمله يدعمه".
ويُعرّف "فيفا" الإشارة التي قام بها الحكم بتقاطع اليدين باعتبارها رمزاً واضحاً من اللاعبين لإبلاغ الحكم بتعرضهم لإهانات عنصرية، وعندها يُفعَّل بروتوكول من ثلاث مراحل يُستخدم في مثل هذه الحالات، وإذا كان مصدر العنصرية من المدرجات، فإن الحكم يرفع الإشارة ذاتها لبدء الإجراءات، وتبدأ المرحلة الأولى بإيقاف المباراة مؤقتاً، مع بث إعلان في الملعب يوضح أسباب التوقف، ويتضمن تحذيراً واضحاً للجمهور من أن استمرار السلوك العنصري سيؤدي إلى تعليق المباراة مجدداً.
أما المرحلة الثانية من البروتوكول، فتُفعَّل في حال استمرار السلوك العنصري بعد استئناف اللعب، إذ يُطلب من اللاعبين العودة إلى غرف الملابس، ويتم بث إعلان جديد يوضح سبب التوقف، مع تحذير نهائي باحتمال إلغاء المباراة، وإذا تواصلت الإهانات، تنتقل الأمور إلى المرحلة الثالثة والأخيرة، حيث يُلغى اللقاء نهائياً، ولا يُتخذ هذا القرار إلا بعد التشاور مع الجهات المختصة، والتأكد من أن تنفيذ الإلغاء آمن، وهي خطوات تؤكد أن "فيفا" لم يعد يتهاون مع هذه الآفة، ولو أنها لا تزال تتسلل إلى ملاعب كرة القدم.
